لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم  

الجمعة، 30 سبتمبر 2011

الـــبـــخـــيـــل


الـــبـــخـــيـــل

رغم أن عمري 45 عاماً.. إلا أن مشكلتي لم تبدأ منذ عام ولا عشرة أعوام.. بل بدأت منذ طفولتي.. ولعلها تكون مشكلة معقدة. بدأت خيوطها في التشابك بيد أمي التي غزلت القهر داخلي!!
لا تعجبي يا سيدتي.. فقد قامت أمي بالتفريق في المعاملة بيننا كإخوة.. أحبت الابنة التي تلي أختي الكبري في الترتيب.. فضلتها علينا في كل شيء. وليس هذا فقط. بل عانينا منها الويل.. فهي تتسلط علينا لفظاً وفعلاً.. بل جعلت من شقيقتي المسيطرة علينا وعلي والدي أيضاً.
وشاءت الظروف أن تموت والدتي وتترك قيادة البيت بمن فيه لأختي التي احتلت مكانة والدتي في كل شيء.. مما دفعني للعمل بعد حصولي علي الدبلوم المتوسط في إحدي الشركات.. وتزوجت بأول طارق لبابي دون التفكير أو حتي السؤال عنه. تزوجت لأهرب من نفق مظلم ألقت بي أمي وأختي فيه. فوجدتني في بئر عميقة لا أعرف كيف أنجو منها. نعم يا سيدتي تزوجت من رجل بخيل يضن علينا بماله. وهو المقتدر.. يخفي عنا دخله ويدعي الفقر.. شريك في ورشة لتصنيع الأحذية ويزعم أنه عامل بها.
وصل الأمر إلي أنه يحرمنا حتي حق العلاج.. فقد مرض ابني الصغير بالصرع وكان يحتاج لجلسات علاج وأدوية مكلفة.. لكنه رفض أن يعطيني من ماله لعلاج ابني.. فقمت بعلاجه علي قدر استطاعتي ولم أشكو ما نحن فيه لأحد. وكان الجميع يظن أننا سعداء لأنهم لا يسمعون صوتي ولا شكواي.. وصل البخل لما هو أفظع من ذلك عندما كبر الأولاد. فعمر الكبير 17 عاماً. والبنت 15 عاماً. والصغير 14 عاماً. ولكنهم في مراحل دراسية تحتاج لدروس ونفقات. ولبخله عليّ وعلي أولاده. أعطاني 150 جنيهاً فقط في الأسبوع لنأكل ونشرب ويتعلم الأولاد ونتعالج بهم ونشتري ملابس. بل وندفع كهرباء وغيره من لوازم الحياة.. دفعني هذا للصراخ لأول مرة في حياتي. وطلبت منه الطلاق خاصة بعد أن اتهمني بسرقة مصروف البيت.
تركنا وهجرنا دون نفقة لمدة 14 شهراً.. وبدأ إخوتي في الإنفاق عليَّ.. وحاولت أن أجد عملاً فلم أجد لأنني كنت قد تركت عملي للتفرغ لابني المريض بالصرع. ولأنني أجيد كتابة الشعر العامي بدأت أبحث عمن يشتري مني الأغاني التي أكتبها. وفعلاً هناك شركة إنتاج فني اشترت مني بسعر بخس.. وقالوا لي إن لي نسبة 2% من بيع الشرائط. ولكنهم نصبوا عليَّ ولم آخذ شيئاً. وغيروا مقر الشركة..
جزء أكبر.. ولعله الأهم في مشكلتي.. وهي ابنتي المتفوقة والتي تريد الدخول للقسم العلمي ودخول كلية الطب بعد ذلك.. وظروفي لا تسمح بذلك. وأحاول إقناعها بدخول القسم الأدبي.. وهذا جعل البنت تشعر بالحزن والحسرة.. وأبوها لديه ما يحقق حلمها ولكنه بخيل.. الابن الأكبر رسام ممتاز. ويريد أن يدخل كلية تنمي مهاراته..
إن إمكانياتي لا تساعدني علي ذلك.. خاصة ووالدهم كل فترة يضعنا في مشكلة جديدة. فقد قام بمحاولة مع صاحب البيت ليرد إليه الشقة. ويأخذ منه عشرة آلاف جنيه.. ولكنني منعت ذلك بمحاضر في الشرطة لأنه بيت الزوجية ولا يحق له ذلك.
ورفعت قضية خلع وحكموا لي بنفقة 275 جنيهاً في الشهر. وهذا بعد التحري فقد أقنع شريكه بأن يدعي أنه عامل بسيط لديه. بينما هو شريك في ورشته لتصدير الأحذية ولديه دخل كبير.
أرجوك يا سيدتي ساعديني بالرأي.. ماذا أفعل مع أولادي.. وكيف أواجه الحياة مع رجل كهذا لا يريد أن يعيش أولاده مرتاحون؟!
سيدتي.. 45 عاماً مظلومة. ولا أعرف متي يرفع الظلم عني.. أرجوك أريد رأيك.. كيف أتصرف معه ومع أولادي.. وهل أقتل طموحهم بسبب ضيق اليد؟!!

بدون توقيع
** تخطئ المرأة عندما تعتقد أن الخلاص من بيت الأب هو بالارتماء في حضن المجهول.. وللأسف الشديد هذا خطأ متكرر بين النسوة. فإذا ما ضيق الأب علي ابنته في الخروج أو الدخول أو في فرض رقابة عليها.. فرت إلي أول طارق. كما فعلت صديقتنا صاحبة المشكلة.. وهذا يعتبر جريمة كبري في حق نفسها. وينطبق علي ذلك كل من حاولت الفرار من مشكلة إلي مشكلة أعظم.
..
وفي حالتك يا صديقتي كانت الأخت هي المسيطرة. وهي التي دفعت بك إلي الهروب من بيت الأب.. ولا أعرف ما هي حالات التسلط التي مارستها عليك أختك الكبري. ولا أظنها تجاوزت المساعدات المنزلية أو الانضباط أو معاكسات البنات مع بعضهم.. وهذا شيء يحتمل. وقد يطاق لبعض الوقت.. ولكن ما حدث هو أنك هربت مما يطاق إلي ما لا يطاق. وأسوأ ما في الموضوع أنك هربت إلي البخيل أو النار المشتعلة التي تأكل كل مشاعر جميلة أو محترمة بسبب البخل الذي يمارسه هذا الرجل وليس عليك وحدك وإنما علي أولاده أيضاً.. المشكلة هذه يا صديقتي  قد تكون بلا حل من طرف هذا الرجل البخيل لأن البخل مرض يصيب صاحبه ويصيب من حوله بالهم والغم.
وقد مشيت نصف الطريق الصواب بالانفصال عنه أو خلعه. يبقي النصف الآخر وهو توكيل محام محترف يستطيع أن يثبت دخله وشراكته ويوثق ذلك ويطالب بالنفقة التي تستحقينها. لا بالتلاعب الذي قام به. فمثله يفعل أي شيء في مقابل ألا ينفق ماله.. فمن يتخلي عن علاج ابنه ليس إنساناً. ومثله له عقاب في الآخرة. فالله يعاقب البخيل كما يعاقب المبذر.. ولهذا أقول لك: ابحثي عن عمل أو تدربي علي حرفة كالتفصيل مثلاً واعملي بها بالمنزل لتدر عليك بعض المال دون أن تتخلي عن ابنك المريض.
أما بالنسبة لابنتك التي تريد أن تدخل علمي وتدخل كلية الطب.. فلماذا تمنعينها؟!.. أخوفاً من الفقر؟!.. يا صديقتي.. الرازق هو الله. ولا تعلمي ما هو رزقك غداً.. فلعل الله يدر عليك دخلاً يجعلك تحققين أحلامها وأحلامك.. يا صديقتي دعيها ودعي رزقكم علي الله.. ولا تمارسي عليها الضغط حتي لا تكون مثلك وتهرب لأول طارق علي بابها.. وأخبريها بتجربتك لتتعلم منها..
وبالنسبة لإخوتك. نحن نحييهم علي رجولتهم ووقفتهم بجوارك. ويا ليتهم يساعدونك في اختيار محام محترم يقوم لك بالقضية.. وتأكدي أنك سوف تكسبينها.
أما عن شركات الإنتاج التي تسرق الكلمات من المبتدئين. فهذا شيء متكرر ولا تتركي حقك. تحري عن هذه الشركة وإذا كان اسمك فوق شريط الكاسيت فيمكنك مقاضاتهم والحصول علي حقك.. الوضع تغير الآن ولن يموت حق وراءه مطالب..
..
وفي النهاية دعيني أقول لك.. لا تقنطي من رحمة اللَّه.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق