لا إِله إلا انت سبحانك ربى اني كنت من الظالمين - حسبى الله لا اله الا هو عليه توكلت وهو رب العرش العظيم - رضيت بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمد عليه افضل الصلاة والسلام نبيا - لا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم - يارب لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك - اللهم صلى وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد عليه افضل الصلاة والسلام - سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر - حسبنا الله ونعم الوكيل - استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم  

الخميس، 11 أبريل 2013

الحريق..!

 الحريق..!
 


أحيانا يكون حريق النفس أصعب من حريق الجسد ولكن إرادة الله فوق كل شئ فقد أراد ان يحدث لي الشيئان معا.. فمنذ عشر سنوات تعرضت لحريق شوه وجهي وجسدي.. خضعت وقته لحوالي أربع عشرة عملية حتي أستطيع الحياة كان عمري وقتها 23 عاما.. متخرجة في دبلوم اقتصاد منزلي.. وشاء الله ان يعوضني أو هكذا اعتقدت فتعرفت علي شاب يصغرني بعامين.. أظهر لي حبه.. وزادت العلاقة بيننا بعد ان عرفته علي الاسرة وكان يمتلك مشروعاً فطلب مني أن اعمل معه.. بالفعل وقفت بجانبه حتي نجح المشروع.. وتوطدت العلاقة ولم يبق إلا أن يعرض أمر زواجنا علي أسرته وفعلا تم ذلك إلا أنهم رفضوا بشدة و قالوا له ماذنبك لتبدأ حياتك مع إنسانة مشوهة مثلي واختاروا له ابنة عمه.. و فعلا تمت الخطوبة واشتعل حريق النفس كم كانت صدمة كبيرة ولكن ما حيلتي أمام رفض أهله.. إلا أن الله لم يرد إكمال هذه الخطبة وفسخها. عاد إلي و شعرت بأن الله أعاد لي ابتسامتي وبعد فترة توقعت فيها أن يعيد الكرة ويتقدم لأسرتي بطلب زواجنا إلا انه فاجأني بخطوبته لزميلة لنا وعندما سألته لماذا فعل ذلك قال انها تصغرني وبأنها أجمل وكأنه أضاف وقود علي لتشتعل النيران بقلبي.
انسابت الدموع من عيني وتسلط سؤال واحد علي كل تفكيري وما مصيري أنا وحبنا؟!.. لكنه عالج كل ذلك ببرود تام قائلا دعينا نصبح إخوه.. بهذه البساطة.. تركت العمل لديه وابتعدت عنه ولكنني لم أنسه.. لعل السبب هو أنه الوحيد الذي عطف علي واسمعني كلمة طيبة في حالتي تلك.
جلست في بيتي رغم شدة حاجتي للعمل وإن لم يكن الاحتياج ماديا فهو معنوي كلما واجهني أهلي سألوني لماذا تركت العمل.. خاصة وهو يأتي عندنا ويقول كلاما جميلا في حقي وعن رغبته في عودتي للعمل معه.. مما يعرضني للوم أسرتي.
سيدتي ما ذنبي فيما حدث لي وجعلني فتاة محرومة من كلمة طيبة.. عمري الآن 33 عاما أتمني أعيش حياتي.. لقد أنقذني الله من الموت.. فهل لا ينقذني من حريق نفسي؟ ماذا أفعل وهل أعود للعمل معه؟

** عزيزتي:
لكي تستمر الحياة يجب أن نبحث فيها عن شئ نحبه وإن وجدناها قاسية فلا أقل من أن نحب أنفسنا ونحب لها الخير.. وقد ابتلاك الله بحادث حريق أو أراد لك النجاح منه بعدة تشوهات.. لكنه وهبك أشياء كثيرة منها القدرة علي النجاح و هذا ما فعلته مع هذا الرجل.. لقد وقفت بجواره حتي أصبح لمشروعه اسم ونجاح.. وأعتقد ان هذا ما كان يريده منك جزء من مظهر البطولة..وجوهر ملئ بالمصلحة.. فهو لم يكن يحبك بقدر حاجته إليك.. ولكنه تعذر لك وتعلل مرة بابنة عمه.. ثم رغبته في أن تصيرا إخوة بعد أن خطب زميلتك التي تصغرك والتي هي أجمل. إذن هو رجل يحصل علي ما يريده فقط دون مراعاة لمشاعر إنسانة أحبته ولذلك أقول لك احمدي الله إن الامر لم يتطور لأكثر من ذلك و عرفته قبل ان تندمي.. وما فاتك ليس الكثير فلقد عرفت قدر نفسك وعرفت أنك قادرة علي النجاح فعليك به ولكن ليس معه. ابحثي عن عمل آخر ولا تعودي لهذا الفتي ولا تندمي وأظن ان الله لن يتركك فكما اعطاك القدرة علي النجاة من هذا الحادث وجعلك ناجحة في عملك.. سيعطيك القدرة علي بداية جديدة بدونه.. فقط ابحثي عن شئ آخر تحبينه ويرغبك في الحياة وسوف يرزقك الله بمن يريد منك الروح والعقل وليس الجسد الفاني.. فقط لا تيأسي من رحمة الله واعلمي ان الله سيهبك الكثير.
اقطعي صلتك به ولا تسمحي له بزيارتكم في المنازل فمثله مخادع وله عدة أوجه و يفضل ألا تعرفيه بعد الآن وثقي بالله فهو نعم الوكيل وتذكري قول الامام الجليل علي بن أبي طالب رضي الله عنه: لا تحزن علي فل تفارقه إذا لم يكن طبع الوفاء فيه.
منهم كترالرأس تلبسه ومنهم كقديم النحل ترميه.